مهرجان الرطب القطري في سوق واقف

انطلقت في 24 يوليو 2025 فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان الرطب المحلي بساحة سوق واقف في الدوحة، بتنظيم وزارة البلدية وإدارة السوق، بمشاركة أكثر من 116 مزرعة قطرية. يستمر المهرجان حتى 7 أغسطس ليقدم أصنافًا متنوعة من الرطب المحلي، في أجواء تجمع بين التراث والتسويق الزراعي. يُعد هذا الحدث منصة حيوية لدعم الأمن الغذائي وتعزيز دور المزارعين في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

متعة الزوار وتجربة تفاعلية ممتعة

يُعد مهرجان الرطب في سوق واقف تجربة متعددة الحواس، حيث يمكن للزوار التفاعل مباشرة مع المزراعين، وتجربة تذوّق مختلف الأصناف الطازجة قبل الشراء، مع شرح نوعي لكل صنف من خلال الباعة. كما تقام فعاليات ترفيهية للأطفال والعائلات تشمل مسابقات تذوق الرطب وألعاب تقليدية وأركان تعليمية عن الزراعة المستدامة. ولا تقتصر التجربة على المتعة فقط، بل تأتي بالتوعية أيضًا، عبر ورش عمل قصيرة تشجع على الزراعة المنزلية واستخدام الرطب كوجبة صحية أسبوعية.

توسع المشاركة وتطور الإنتاج المحلي

منذ انطلاقته عام 2016 بمشاركة 19 مزرعة فقط، شهد المهرجان نموًا هائلًا ليصل إلى أكثر من 114–116 مزرعة في نسخته العاشرة، ما يعكس اهتمام الدولة بدعم الإنتاج الزراعي المحلي. وتتنوع الأصناف المعروضة بين البرحي والخلاص والشيشي والزهدي، بالإضافة إلى أصناف هجينة عالية الجودة. هذا التوسع يوازي خطة وطنية تهدف لزيادة المساحات المزروعة بالنخيل وتحسين تقنيات الري والزراعة الحديثة.

أرقام قياسية في المبيعات والإقبال

سجلت النسخة السابقة مبيعات تجاوزت 240 طنًا من الرطب، ويتوقع أن تكسر النسخة الحالية الرقم بفضل زيادة عدد المزارع وتنوع الأصناف. ويغطي الإنتاج المحلي حاليًا نحو 75% من احتياجات السوق القطرية من الرطب، مع أكثر من 508 آلاف نخلة مزروعة على مساحة 2542 هكتارًا ضمن حوالي 892 مزرعة منتجة.

فعاليات وتجهيزات لراحة الزوار

تفتح أبواب مهرجان رطب يوميًا من 04:00 عصرًا إلى 09:00 مساءً، وتمتد حتى 10:00 مساءً في عطلة نهاية الأسبوع. الساحة الشرقية بسوق واقف جُهزت بخيام مكيفة وأماكن عرض متكاملة، مع مسابقات وجوائز تشجيعية للمزارعين. كما تُقدم عبوات تغليف مجانية وخدمات لوجستية تسهّل عمليات البيع والتوزيع المحلي.

الرطب: غذاء وثقافة قطرية

يمثل الرطب جزءًا أصيلًا من التراث الغذائي القطري، ويُستهلك طازجًا في موسم الحصاد، لما يحتويه من فيتامينات وألياف ومعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم التي تدعم صحة القلب والجهاز الهضمي. المهرجان لا يُبرز القيمة الغذائية فحسب، بل يعيد إحياء الارتباط التاريخي بين المجتمع القطري ونخلة التمر كرمز للعطاء والكرم.

دعم استراتيجي للقطاع الزراعي في قطر

مهرجان رطب هو جزء من رؤية قطر لتعزيز الأمن الغذائي، من خلال دعم المزارعين ورفع جودة المنتجات المحلية. ويُعد أيضًا منصة لتبادل الخبرات بين المزارعين وتقديم استشارات فنية لتحسين الإنتاج. هذه الجهود تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

في النهاية يمثل مهرجان الرطب في قطر حدثًا ثقافيًا وزراعيًا يجمع بين التراث والابتكار. ومع استمرار تطوره وزيادة المشاركة، يرسخ مكانته كرمز للأمن الغذائي ودعم المزارع المحلي، مما يجعل الرطب أكثر من مجرد محصول؛ إنه جزء من الهوية الوطنية والاقتصاد المستدام.