العلامات الفلبينية تستهدف سوق قطر الواعد

السبت
16.08.2025
خطة جديدة لبدء انتشار المطاعم الفلبينية في دولة قطر
 

تُعد قطر من أبرز الدول الخليجية التي تستضيف جالية فلبينية كبيرة تضم عشرات الآلاف من العاملين في مختلف القطاعات، وخاصة في مجالات الهندسة والخدمات. هذه الكثافة السكانية خلقت بيئة مثالية لانتشار العلامات التجارية الفلبينية في قطاع الأغذية والمشروبات.

فالمغتربون يبحثون دائمًا عن أطعمة تذكرهم ببلادهم وتمنحهم شعور الانتماء، وهو ما يجعل السوق القطري أرضًا خصبة لعلامات مثل Potato Corner وJollibee. وبحسب تصريحات فينس لورنزو ليواناغ، الملحق التجاري في المركز الفلبيني للتجارة والاستثمار بالرياض، فإن هذه الجالية تشكل ركيزة استراتيجية لتوسيع الامتيازات الفلبينية في قطر والخليج عمومًا.

المطبخ الفلبيني يجذب مختلف الجنسيات

لا يقتصر نجاح المطاعم الفلبينية في قطر على الجالية وحدها، بل يتعداها ليشمل جنسيات أخرى مثل الهنود والباكستانيين والعرب. فالمطبخ الفلبيني يتميز بنكهات معتدلة وسهلة التقبل، مما يجعله مناسبًا لشرائح واسعة من المستهلكين. أطباق مثل أدوبو، بانسيت، ووجبات Potato Corner المنكهة بنكهات مبتكرة، تلقى رواجًا لدى العملاء غير الفلبينيين أيضًا.

هذه العالمية في المذاق تفتح الباب أمام العلامات الفلبينية للتحول من مطاعم نخبوية خاصة بالجالية إلى علامات جماهيرية قادرة على المنافسة في السوق الإقليمي. وهنا تكمن قوة الامتيازات الفلبينية التي تجمع بين الأصالة والمرونة في التكيف مع مختلف الأذواق.

الامتيازات كأداة لربط الاستثمارات

من أبرز أهداف هذا التوسع ليس فقط خدمة الجالية الفلبينية في قطر، بل أيضًا تحفيز رجال الأعمال الفلبينيين العاملين بالخارج على الاستثمار في أوطانهم. فكرة أن يمتلك المغترب امتيازًا لمطعم أو مقهى فلبيني أثناء عمله بالخارج، ثم يطوره لاحقًا في الفلبين، تعكس نموذجًا مبتكرًا لربط رأس المال البشري والمالي بين الداخل والخارج. هذا التوجه تدعمه وزارة التجارة والصناعة الفلبينية من خلال مكتبها للتسويق التصديري، حيث يشكل الامتياز وسيلة لإعادة تدوير أرباح المغتربين في استثمارات محلية ذات أثر اقتصادي طويل الأمد.

الترويج الدولي للعلامات الفلبينية

لا يقتصر الطموح الفلبيني على قطر وحدها، بل يمتد إلى أسواق عالمية أخرى. فقد شاركت تسع علامات بارزة مثل Jollibee، Max’s Group، Miguelitos Ice Cream وThe Shawarma Shack في معرض الامتياز 2025 الذي أُقيم في سيدني بأستراليا.

هذا التواجد الدولي يوضح الرغبة الجادة لدى الشركات الفلبينية في الانتقال من الاعتماد على الجاليات فقط إلى منافسة العلامات العالمية الكبرى في قطاع الأغذية والضيافة. كما أن التعاون بين وزارة التجارة ومراكز الاستثمار الفلبينية واتحاد الامتيازات الفلبيني يعكس استراتيجية وطنية متكاملة لدعم انتشار هذه العلامات في مختلف الأسواق.

قطر كبوابة نحو الخليج العربي

رغم أن وتيرة دخول العلامات الفلبينية إلى السوق القطري تتم تدريجيًا، فإن هناك خططًا للتنسيق مع اتحاد الامتيازات الفلبيني لإطلاق بعثة رسمية إلى الدوحة خلال العام الجاري أو المقبل. قطر، بحكم موقعها الجغرافي وكونها سوقًا غنيًا ومرنًا، تُعتبر نقطة انطلاق طبيعية للتوسع في بقية أسواق الخليج مثل السعودية والإمارات.

وفي الحقيقة بعض العلامات بدأت بالفعل بإجراء الدراسات الأولية حول السوق القطري، من حيث سلوك المستهلك، تكاليف التشغيل، والمواقع التجارية المناسبة. نجاح هذه الخطوة سيجعل من قطر منصة رئيسية لانتشار المطبخ الفلبيني إقليميًا.

وأخيراً يمثل دخول الامتيازات الفلبينية إلى قطر تقاطعًا بين قوة الجالية الفلبينية، وجاذبية المطبخ الفلبيني عالميًا، ورغبة الحكومة في تعزيز استثمارات المغتربين. السوق القطري يوفر قاعدة انطلاق قوية نحو بقية دول الخليج، حيث تزداد شهية المستهلكين لتجربة مطابخ جديدة.


الأكثر شيوعاً في المنتدى